أبرز أحداث العالم الإسلامي في تسعينيّات القرن العشرين

هذا المقال تتمّة للمقالين السابقين: أبرز أحداث العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر و أبرز أحداث العالم الإسلامي في القرن العشرين حتى عام 1989، بالإعتماد على نفس المصدر أدناه*.

كانت فترة التسعينيّات من القرن العشرين دمويّة في الجزائر

1990 حلّ جماعة العدل والإحسان في المغرب ووضع زعيمها عبد السلام ياسين تحت الإقامة الجبرية في منزله لستّ سنوات. إبراهيم الوزير يعلن عن تأسيس حزب العمل الإسلامي بعد توحيد اليمن.

2 آب/ أغسطس، قوات عراقية تغزو الكويت. ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يصادق على القرار 660 الذي يدين الاحتلال ويطلب الانسحاب الفوري وغير المشروط للقوّات العراقية من الكويت. وصلت القوات المصرية والمغربية والسورية إلى المملكة العربية السعودية. باكستان أعلنت أنها وافقت على إرسال القوّات العسكرية إلى المملكة العربية السعودية. 10 آب/ أغسطس، قمّة عربية طارئة تجتمع في القاهرة، وتصّوت على إرسال القوّات العربية إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى لمساعدتها في الدفاع ضدّ الهجوم العراقي المحتمل. العلماء الدينيون السعوديون الذين يقودون الحركة الإسلامية، مثل الشيخ سفر الحوالي وسلمان العودة، رفضوا فتوى العلماء الرسميين في ضرورة اللجوء إلى غير المسلمين للدفاع عن بلاد المسلمين ضدّ التهديد العراقي الذي قوّاه الأمريكيون أنفسهم.

الفكر الإسلامي في تركيا

محمّد قطيش

رجب طيب أردوغان

تشكّل  التجربة الإسلاميّة في تركيا نموذجاً مختلفاً ومتمايزاً عن سائر الدول الإسلاميّة، نظراً لعدّة عوامل تاريخيّة وجغرافيّة. في هذا المقال سنعرض لأبرز المراحل التي مرّت بها الدولة التركيّة، وتطوّر الفكر السياسي الإسلامي خلالها.

تجدر الإشارة إلى أنّ مادّة هذا المقال مأخوذة، بتصرّف، عن محاضرة ألقاها الدكتور محمّد نورالدين، الخبير في الشأن التركي، في بيروت في 7 شباط/فبراير 2013، تحت عنوان: “الفكر الإسلامي في تركيا”.

الدولة العثمانيّة بين السلطنة والخلافة

تأسّست السلطنة العثمانيّة عام 1299 م، في الأناضول بين الدولة السلجوقيّة والإمبراطوريّة البيزنطيّة. تمرّد العثمانيّون على السلاجقة، وتأسّست دولتهم على فكرة الجهاد والتوسّع في الغرب (بادئ الأمر). لذا اكتسبت هذه السلطنة سيطاً بأنّها رافعة راية الجهاد. خصوصاً أنّها كانت تتوسّع في الأراضي البيزيطيّة في فترة الحروب الصليبيّة وضعف الدولة الإسلاميّة (الأيوبيّون ثمّ المماليك، السلاجقة…). فكانت انتصارات العثمانيّين بمثابة تعويضٍ لهذا الضعف. ولكن في العام 1516 م توجّه العثمانيّون من الغرب إلى الشرق، فهاجموا المماليك وهزموهم وأقاموا سلطنتهم المعروفة في الشرق الأدنى.

الإعلام وقيادة الفكر الإنساني

محمّد قطيش

هذا المقال محاولة متواضعة لفهم تاريخ الفكر السياسي وقيادة الشعوب، ودور الإعلام في عصرنا الراهن. نعرض بدايةً لتاريخ قيادة الفكر الإنساني وتطوّره (الشعر، الفلسفة، الديمقراطية، الجمهوريّة، الملكيّة، الدين). ثمّ ننتقل إلى العصر الحديث، مسلّطين الضوء على دور الإعلام في قيادة الفكر وتشكيل الرأي العام.

الشعر جاهليّة الأمم

في كتابه “قادة الفكر” يعتبر الكاتب المصري طه حسين أنّ “الشعر هو أوّل مظهر من مظاهر الحياة الإجتماعيّة القويّة لكلّ الأمم المتحضّرة التي عرفها التاريخ”[1]. فكان الشعراء هم قادة الفكر في جاهليّة كل أمّة. في اليونان مثلاً، كان الشاعر “هوميروس” ومن تبعه من الشعراء هم قادة الفكر في عصرهم، وقصائدهم (خصوصاً “الإلياذة” و”الأوديسا”) لا تزال شاهداً عليهم. كذلك لدى العرب كان شعراء الجاهليّة “امرؤ القيس” و”الأعشى” وغيرهم، والمعلّقات ومدى اهتمام العرب بها، دليلاً على مكانة الشعر والشعراء في ذلك الزمان.

هوميروس

وميزة الشعر أنّه يخاطب القلب لا العقل، والخيال لا المنطق. فهو كان وعاءً للأساطير والخرافات والغزل والأطلال… وقد يستغرب البعض أن تكون هذه المواضيع في الشعر، على سذاجتها، قائدة للفكر الإنساني. ولكن في المجتمع البدائيّ، حيث تكون الحياة بدويّةً قاسية، إذا جاء أحدهم بكلام يدغدغ المشاعر، ويحرّك الخيال، بالإضافة إلى كونه “مغنّى”، فيه من الوزن والقافية ما يؤنس السامع، فإنّ عامّة الناس سوف تجعل لهذا الشاعر مكانة مميّزة في المجالس، وستعتبر كلامه وحياً من الغيب.

ومع تطوّر الحياة الإجتماعيّة وتعقيدها، واكتشاف الناس لأمور كانت تشكّل بالنسبة لهم “مجهولاً” أو “إلاهاً”، لا يعود باستطاعة الشعر أن يلبّي مستوى الوعي النامي في المجتمع. ولا تعود أساليبه ومواضيعه تقنع أذواق الناس. فتظهر الحاجة إلى فكرٍ جديد يقود المجتمع، ولكن هذا الفكر لا يتبلور في سنوات، ولا في عشرات السنين، وإنما يحتاج إلى قرون، يتطوّر خلالها الشعر (شكلاً ومضموناً) مع المجتمع، إلى أن تظهر، في النهاية، قيادة جديدة للفكر الإنساني. وتتّخذ هذه العمليّة الإنتقاليّة أسباباً وأشكالاً ونتائج تختلف باختلاف المجتمعات وتكوينها الإقتصادي والسياسي والإجتماعي.

Google والعرب

محمّد قطيش

* المقال هو إفتتاحيّة العدد ثالث من مجلّة “Eureka” العلميّة، آذار 2010.

 

ورد مؤخراً على موقع BBC (بي بي سي) الإلكتروني مقال بعنوان: “البحث عن كلمة “عرب” في Google مسيئة.” وفيه أنّ منظّمة “أراب ميديا ووتش” (مقرّها في لندن) قالت أنّ التتمات التي يقترحها محرّك البحث Google لدى البحث عن كلمة “عرب” باللّغة الإنكليزيّة مسيئةٌ للعرب. كما يشير المقال أنّه إذا كتبنا عبارة “لماذا العرب” باللّغة الإنكليزيّة في خانة البحث، فإنّ من بين التتمات المقترحة: “عنيفون جداً”، “عنصريون جداً”، “أغبياء جداً”، “لهم رائحة”… بينما لو أدخلنا كلمة “يهود” مثلاً في خانة البحث فإن اثنتين فقط من التتمات التي يقترحها هي سلبية او مسيئة، بينما الأخرى تصنّف في خانة المعلومات.